فاتورة استهلاك رمضان هي الأعلى.. الأسباب والحلول

01/06/2017 1
طلعت بن زكي حافظ

إنه لمن المؤسف جداً، أن تمثل فاتورة إنفاق المستهلكين في السعودية في شهر رمضان المبارك على السلع (التمونية والاستهلاكية)، في كل عام نسبة 30 في المئة من إجمالي الإنفاق على ذلك النوع من السلع على مستوى العام وما يعادل بالتحديد 48 مليار ريال.

يبدو جلياً من تلك النسبة، أن هنالك خلالاً واضحاً في السلوك الاستهلاكي للمستهلكين السعوديين في هذا الشهر الفضيل، والذي يرجع سببه إلى الضعف الواضح بل المتدني للغاية في ثقافتي الشراء والاستهلاك، إذ اعتاد الكثير من المستهلكين في هذا الشهر لا أقول الإقبال بل الهجوم على الأسواق وشراء كميات كبيرة وبشكل مفرط من الأغذية والمشروبات. ولربما الأمر أصبح الآن محفزاً أكثر بعد قرار الحكومة الأخير بإعادة البدلات والمكافآت والمزايا لموظفي الدولة، والذي بدوره وفقاً للبيان الصادر عن جمعية حماية المستهلك، سوف يحفز على المزيد من السلوكيات المفرطة في الشراء.

وقد أشارت مؤسسة النقد العربي السعودي (ساما) بتقرير التضخم الربعي الصادر عنها مؤخراً، أنه وعلى الرغم من ما أوضحته البيانات الفعلية خلال الربع الأول من العام الحالي، من انخفاض في معدل التضخم إلى معدلات سالبة، إلا أنه من المحتمل عودة معدل التضخم إلى معدلات إيجابية خلال الربع الثاني من هذا العام، نتيجة لعدة عوامل، من أهمها إعادة البدلات والمزايا المالية لموظفي الدولة، والذي بدوره سيعزز من الثقة، وسيدعم القوة الشرائية للمستهلك، وبالذات وأن اعادة البدلات قد تزامنت مع دخول شهر رمضان المبارك، والإجازة الصيفية، وعيد الفطر المبارك.

البيان المشار إليه بعاليه الصادر عن جمعية حماية المستهلك، دعا عموم المستهلكين في السعودية، إلى ضرورة ترشيد عمليات الشراء، وتجنب السلوك الاستهلاكي المفرط، وألا يكون لإعادة البدلات والمزايا دافعاً لهم لزيادة الشراء فوق الحاجة، خاصة وأن الغالبية من المستهلكين قد استطاعوا أن يوازنوا في مصروفاتهم خلال السبعة أشهر الماضية أثناء فترة إيقاف تلك البدلات والمزايا.

كما حذرت الجمعية من أن بعض منافذ البيع قد تستغل إعادة البدلات والمزايا وموسم رمضان إلى رفع أسعار بعض المنتجات، ولهذا دعت الجمعية عموم المستهلكين إلى التواصل مع الجمعية أو إبلاغ وزارة التجارة والاستثمار بأي ارتفاع غير مبرر يلاحظ على الأسعار، وبأي مخالفات تتعلق بوجود تلاعب في التخفيضات. كما دعت الجمعية إلى ضرورة تعزيز ثقافة الشراء، من خلال البحث عن البدائل عند ارتفاع أسعار منتج ما، ومقارنة أسعار المنتجات بين منافذ البيع المختلفة، من خلال تصفح مواقع الانترنت الخاصة بالأسواق المركزية، واستثمار فرصه التخفيضات بعد التأكد من أنها حقيقية.

نقلا عن الرياض