تحديث إستراتيجية الإسكان

08/05/2017 4
خالد عبدالله الجارالله

في لقاء سمو ولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان مع قناة العربية بالتزامن مع القناة السعودية الأولى، الذي تحدث فيه عن عدة محاور سياسية واقتصادية واجتماعية تهم مواطني المملكة وتنطلق من رؤية 2030 وبرامج التحول 2020.. كان موضوع الإسكان أحد محاورها الهامة كونه يؤرق الكثير من الأسر والمواطنين الشباب.

‏وفي حديث سموه عن الإسكان كانت الأهداف واضحة ومحددة، حيث قال: نحن متفائلون بحل مشكلة الإسكان قريبا وأن الحلول ستكون من خلال ثلاثة برامج الأول دعم سكني مجاني لفئة ليس لديها القدرة ولا تستطيع التملك وعددها بمئات الآلاف من الوحدات السكنية، والثاني لمحدودي الدخل من خلال برنامج مدعوم من الصندوق العقاري وبدون فوائد، والثالث لمتوسطي الدخل بعدد مليون وحدة سكنية مدعومة من الدولة بفوائد ميسرة، كما حدد موعد إطلاق برنامج الإسكان ليكون في الربع الثالث من هذا العام 2017م.

بعد هذا التصريح بيوم تحدث وزير الإسكان في مؤتمر يورو موني وأعلن عن عدة برامج هامة أولها أن المواطنين الذين يقل دخلهم عن 14 ألف ريال وهم المستفيدين من برنامج التمويل المدعوم من صندوق التنمية العقاري بالتعاون مع البنوك وشركات التمويل، بأنهم سيحصلون على التمويل مجاناً ولن يكون عليهم أي التزامات مالية إضافية أو فوائد سوى قيمة القرض، وهؤلاء نسبتهم 85% ممن هم على قوائم الانتظار وتنطبق عليهم شروط الدعم السكني، أيضا أكد بأن من تنطبق عليه شروط الدعم الجديدة وحصل على التمويل ودفع جزءاً من الأرباح فسيتم إرجاع الفرق لحسابه مع الدفعات القادمة.

وتخطط الوزارة لبناء مليون وحدة سكنية بقيمة تتجاوز 100 مليار دولار على مدى خمس سنوات لمعالجة نقص المساكن، وستعتمد في تنفيذ مشاريعها على الشراكة بين القطاعين الحكومي والخاص، كما أن الوزارة تلقت العديد من المبادرات من شركات عقارية أميركية تسعى للاستثمار في السوق العقاري السعودي، وسوف تعرض الفرص الاستثمارية على هذه الشركات لبحث إمكانية التعاون والاستثمار في هذه المشاريع، يضاف ذلك للعروض المقدمة من شركات صينية وكورية لتنفيذ 200 ألف وحدة سكنية على مدى 10 سنوات.

بعد لقاء سمو ولي ولي العهد وتصريح وزير الإسكان، يمكن أن نعتبر هذه التصريحات بمثابة تحديث إيجابي لاستراتيجية الإسكان التي ستتواكب مع متطلبات شرائح المجتمع لا سيما أن هناك 1,6 مليون مواطن على قوائم الانتظار تقدموا بطلبات للحصول على مساكن من الوزارة والصندوق العقاري.

وهذا التحديث الإيجابي في قضية الإسكان يدعو للتفاؤل كونه عدّل كثيراً في أسلوب التعاطي مع طالبي السكن والقروض من المواطنين من حيث منحة الإسكان المجانية ودعم القروض لمحدودي الدخل وتقديم منتجات سكنية بفوائد ميسرة تتواءم مع إمكانات متوسطي الدخل.

ننتظر الوزارة في المبادرة والتطبيق العملي على أرض الواقع.

نقلا عن الرياض