أهمية المحافظة على عادات الادخار المكتسبة

30/04/2017 0
سعيد معيض

التبذير والإسراف في كل شيء من الامور المنهي عنها شرعا وعرفا والتي تؤدي في الغالب إلى آثار اجتماعية واقتصادية سيئة على المجتمع والفرد معا، ولهذا فإن تجنب هذه العادات السيئة من الامور المحمودة والتي تنعكس على المحافظة على دخل المواطن حيث يقتصر الانفاق على الامور الضرورية والهامة، ولا باس من الانفاق على المناشط الترفيهية باعتدال بعيدا عن الاسراف والتبذير.

ما يقودني الى هذا المقال هو ما شاهدته قبل ايام عبر مواقع التواصل الاجتماعي لبعض المقاطع المصورة بعد الاوامر الملكية الاخيرة وقد تضمنت اعادة البدلات مما يغري الكثير الى العودة الى طريق الاسراف في كثير من المجالات، في حين ظهر معالي وزير المالية الاستاذ محمد الجدعان في أحد المقاطع وهو يحمل بقايا طعامه الذي تناوله في أحد المطاعم الى بيته رغم أن وضعه المادي افضل من كثير من الموظفين حيث لاقى المقطع الكثير من الاستحسان والثناء متمنين أن يمثل ذلك قدوة لشرائح المجتمع المختلفة.

ان عادة الادخار هي من العادات الاقتصادية الضرورية للفرد من أجل المحافظة على مدخراته التي جمعها من وظيفته ومن نشاطاته المختلفة، وإنفاقها وفق حاجاته الضرورية، اضافة الى امكانية استثمار الدخل الزائد في مشاريع  اقتصادية مربحة تزيد من دخل الفرد والأسرة وينعكس كل ذلك على المجتمع في حال كان الادخار ظاهرة عامة بين المواطنين.

لقد اثبتت الدراسات الاقتصادية والاجتماعية على عدد كبير من اغنياء العالم أن عادة الادخار والبعد عن التبذير والإسراف هي عادة مشتركة بين هؤلاء الاغنياء، والمجال هنا لا يتسع لإيراد امثلة من حياة كثير من الاغنياء في بعدهم عن الاسراف والتبذير غير الضروري ولهذا استطاعوا أن يشقوا طريقهم في عالم المال والاستثمار.

إن عادة الادخار تتجاوز منافعه الحالة الاقتصادية الى الحالة النفسية والاجتماعية للفرد والمجتمع، كما تقلل من آثار التضخم للسلع نتيجة زيادة الاقبال عليها، إضافة إلى أنها تقلل من آثار السلوك غير المبالي الذي يتصف بها الكثيرون، وتعديله الى سلوك يتسم بالانضباط  في الانفاق والحرص على الادخار لا سيما ان الظروف السياسية والاقتصادية الدولية والإقليمية غير مستقرة، ولا يمكن التنبؤ بما سيحدث مستقبلاً.

خاص_الفابيتا