دور تحليل البيانات وحوكمتها في تحقيق رؤية 2030!

27/04/2017 0
د. فيصل الفايق

رغم جهود مركز المعلومات الوطني الهامة والمتقدمة في توفير قاعدة بيانات بمشاركة الكثير من الجهات إلا أن اليد الواحدة كما يقال لا تصفق لأن جميع الجهات الأخرى تعتبر أن بياناتها هي ملك حصري للجهة التي ولدتها وهو في الحقيقة الأمر المعيق والتحدي الكبير حيث أصبحـت هـذه البيانـات التــي تحتــوي كمــا هائلا من البيانات التي يمكن الإستفادة منها من خلال تعاون مشترك بين الجهات يسهم في تسهيل وتذليل الكثير من العقبات حبيســة مراكــز البيانــات فــي الكثير من الجهات، دون إدراك لأهمية التكامل بين القطاعات المختلفة في كيفيـةالإستفادة منها لتحقيق نسيج وطني متناغم لتحقيق الأهداف الإستراتيجية من خلال البعد عن الأنانية و النظرة على أنها ملكية خصوصية للقطاع دون آخر. إن تحليل البيانات الضخمة لن يتحقق بشكل فعال ولن يؤتي ثماره إلا إذا تحقق تطبيق مفهوم حوكمة البيانات بشكل فعال وسريع.

ولا نحتاج إلى الخوض في مناقشة مكانة المملكة العربية السعودية كقوة إقتصادية وسياسية عظمى فاعلة على مستوى المنطقة كلاعب رئيسي فيها، ولكن يجب أن نعترف بأن بعض المعوقات المتراكمة والتي سيتم سردها في هذا المقال والمقال القادم بمشيئة الله قد تشكل عبئأ رئيسا في المستقبل في تحقيق رؤيتنا الطموحة.

برنامج التحول الوطني 2020 وتحول المملكة نحو الاقتصاد الرقمي والمعرفي، بما يحقق أهداف رؤية 2030 في بناء اقتصاد قوي ومتنوع المصادر، وتحقيق نمو مستقر ومستدام، يحتاج الى التركيز على الجاهزية التقنية والابتكار والذي ساعد العالم أجمع وسوف يساعد المملكة بالحفاظ على قدرتها التنافسية الاقتصادية.

سنحاول اليوم أن نركز على عنصر هام وحيوي وهو البيانات الضخمة، فخلال بضع سنوات، طال تأثير ’البيانات الضخمة‘ من صناعات وأنشطة تبدأ من التسويق والدعاية، وصولاً إلى جمع المعلومات الاستخبارية وتنفيذ القوانين، ما أسفر عن كثير من الحقائق بعضها مثير للإهتمام من قوة حقيقتها التي كانت خافية وعلى النقيض التام الشكك فيها كما يحدث في مجالات عديدة على سبيل المثال (البيانات ذات العلاقة بالثروة النفطية وأسعارها و مخزوناتها).

ويومًا بعد يوم تبدو صناعة السياسات وكأنها بحاجة لملعب جديد مرسوما على شكل حدود شبيهة بملعب الكرة ولاعبوها هم المجيدين لفن تحليل البيانات. ومثلما تهتم جميع الدول بتنظيم حدودها مع الدول المجاورة فإن الحدود المقبلة هي تنظيم حدود جودة تحليل البيانات الضخمة مما يعني أنها لكي تكون ذات تأثير سياسي قوي ولاعب أساسي، عليك أن تمتلك كمية كافية من البيانات وتحويلها إلى معلومات ذات قيمة تحتوي على الكثير من مؤشرات الإتجاهات والنقاط التبصيرية

(Trends Pattern Insights)

هذه الحدود الجديدة التي اشرنا إليها فيما تقدم ستكون ظاهرة جديدة سماها الخبير أندرياس فايجند "نفط جديد ينبغي تكريره– نعمة أم نقمة على التنمية البشرية والتقدم الاجتماعي؟". وتقوم جميع الكيانات ومنها الدول بخلق رؤية كما هو الحاصل في مبادرة رؤية خادم الحرمين الشريفين 2030 و التي نطمح أن تحقق لنا الكثير.

لدينا ضعف واضح لمصادر البيانات المتاحة (إن توفرت) فضلا عن تطوير القدرات التحليلة للبيانات، بينما من خصائص البيانات الكبيرة أنها تساعد الكيانات بمختلف تصنيفاتها على تحويل البيانات إلى رؤية ذات نظرة ثاقبة (Insights).

نعيش اليوم في عالم من ثورة للاتصالات الرقمية والمعلومات التي تتناقلها الشبكات الاجتماعية المختلفة ولذلك نحتاج تحليل وإدارة البيانات الضخمة والتي يمكن أن تخلق قدرات ابتكارية جديدة في مجالات التعليم والرعاية الصحية والطاقة والنقل وكفاءة سوق العمل، وهي كلها مجالات تحتاج إلى الطوير لدفع عجلة التنمية. وقد تطورت في عصرنا وسائل التخزين ذات القدرات العالية وهو ما أتاح المزيد من توليد البيانات كما أسلفنا.

سوف نكمل هذا الطرح في مقال قادم أن شاء الله، ونختم اليوم أنه من المهم ان نتعامل مع ما نشهده اليوم من ثورة معلوماتية من خلال توظيف البيانات لإستخراج أرقام ونتائج قد تسهل على متخذي القرار تنفيذ الأهداف وتقليل خطوات كبيرة كان من الممكن إختصارها لو توفرت لدينا أنظمة معلومات، ومراكز تحليل بيانات متقدمة لديها قدرة على قياس الأثر الذي تحدثه آليات معالجتها للبيانات.

وللحديث بقية...

خاص_الفابيتا