شركة محمد حمود الشايع.. والإصلاح الاقتصادي

09/04/2017 0
عيد ناصر الشهري

تعتبر شركة محمد حمود الشايع جزء من اقدم المجموعات التجارية في الكويت التي يرجع تاريخها الى سنة ١٨٩٠. وترجع بداية قطاع التجزئة في مجموعة الشايع الى سنة ١٩٨٣ بالاتفاق مع شركة Mothercare. وتوظف شركة الشايع حالياً ٤٧ الف موظف في العديد من دول الوطن العربي وأوروبا. وقد تكون مجموعة الشايع اكبر شركة للبيع بالتجزئة في العالم من ناحية المساحة التشغيلية وهي ١٠ ملايين قدم مربع. ولو تم ادراج شركة الشايع في البورصة المحلية فإنها ستكون اكبر شركة من حيث القيمة السوقية في الكويت ومن كبرى الشركات العربية. لذلك علينا ان نبحث في الأسباب التي جعلت الشايع قصة نجاح كبيرة في دولة صغيرة كالكويت.

البيئة الصعبة

لم تحظى شركة الشايع باي دعم حكومي يذكر. وفِي المقابل تحصل العديد من الشركات المحلية على الدعومات الحكومية مثل الاراضي الصناعية أو الوقود أو الكهرباء. وكانت شركة الشايع تؤجر المحلات من ملاك المجمعات التجارية الذين يحصلون على الدعم الحكومي ويحققون أرباح عالية.  وتكلفت مجموعة الشايع مبالغ كبيرة للاستحواذ على مجمع الافنيوز ولم تحصل على الارض مجاناً. لذلك استطاعت الشركة التحرك باستقلالية كبيرة لفترة طويلة وتوسعت في الدول الاخرى لعدم حاجتها لأي نوع من الدعوم. ولو اعتمدت الشركة على الدعم الحكومي لتحقيق الربح، سيكون من الصعب التوسع للخارج بسبب تدني الربحية في الاسواق الخارجية.

التوسع الجغرافي

تدخل العديد من الشركات أنشطة متنوعة لتقليل المخاطر. الا ان شركة الشايع تخصصت في قطاع التجزئة. ويعتبر قطاع التجزئة عرضة لتقلبات الاسواق والتذبذب في النمو الاقتصادي. واستطاعت مجموعة الشايع النمو عبر عدة دورات اقتصادية. وتعرفت مجموعة الشايع على حاجات المستهلكين عن قرب. واستخدمت مجموعة الشايع المعلومات التي تأتي لها عبر قطاعاتها للاستثمار في منتجات وعلامات تجارية جديدة.  ومع الوقت أصبحت قدرة الشركة على الدخول في دول وأسواق متعددة ميزة تنافسية كبيرة. وتغلبت الشركة على البيروقراطيات الحكومية في الدول التي تعمل فيها. لذلك أصبحت قدرة مجموعة الشايع التنفيذية هي عامل الجذب الأكبر لأي شركة اجنبية.

المنافسة الإقليمية

هناك العديد من وكلاء البيع بالتجزئة بالكويت والخليج.  وتعتبر القوانين المحلية لاستخدام وكيل محلي سبب مباشر في تأسيس شركات الوكالات المحلية. الا ان هذا السبب غير كافي لتبرير كيفية تفوق مجموعة الشايع على الوكلاء الآخرين في الخليج. وهنا تكمن أهمية وجود منافسين لتشجيع التطور المستمر لأي شركة. وشجعت المنافسة المحلية والإقليمية الشديدة في خلق شركة قوية من البداية. وكان اخر تلك المعارك التجارية، المنافسة بين شركتي الحكير والشايع. وطورت شركة الشايع مهارات وسمعة عالمية أفضل من منافسيها. وجعلها محط الأنظار لأي شركة عالمية تسعى للتوسع خارج دولتها. بل أصبحت مجموعة الشايع الخيار الاول لأي شركة في العالم تسعى للتوسع خارج دولتها الام وهو ما حصل في عقودها مع Cheesecake Factory.

العلاقات الأجنبية

طورت مجموعة الشايع العديد من الشراكات والعلاقات الأجنبية.وهي بيئة خصبة لتعلم أفضل الممارسات في التعامل مع الشركات الأجنبية. ومع التواصل والاتصال المستمر، تعلّم موظفي المجموعة ومسؤوليها المهارات العالمية. وتطورت لدى قيادي الشركة الخبرات المميزة. وقد يكون بعض موظفيها قادم من الشركات التي لديها اتفاقيات توزيع أو فرانشايز مسبقة. وهذا ما جعل شركة الشايع بيئة جاذبة للمهارات والمواهب الأجنبية. ولا تستطيع اي شركة النجاح بشكل عالمي بدون جذب وتشغيل والاحتفاظ بالمواهب العالمية.

التوصية

لايوجد وصفة سحرية لخلق شركة عالمية اخرى في الكويت. ولا يجب على الحكومة تقديم دعومات أو تسهيلات لخلق كيانات اقتصادية كبيرة. لكن على الحكومة السماح للشركات المحلية بالعمل بحرية واستقلالية. ولا يجب تقييد الرخص المحلية وقصرها على اعداد محدودة حتى لا نخلق كيانات ضعيفة تعودت على الربح السهل والسريع. ومن المناسب إطلاق يد وزير التجارة لفتح مجالات التراخيص في جميع الأنشطة التجارية بدون قيود. ويجب أيضاً تشجيع المنافسة بين تلك الشركات المحلية لضمان البقاء للافضل. ‏وتخلق الشركات المحلية الناجحة فرص وظيفية في الكويت وخارجها. وتنهض بالاقتصاد المحلي ويكون نجاح تلك الشركات مدخل للإصلاح الاقتصادي في الكويت.

نقلا عن القبس الكويتية