مستقبل النفط الصخري خارج أمريكا ... !

21/03/2017 0
د. فيصل الفايق

مع ارتفاع أسعار النفط بداية هذا العام مقارنة بالعام الماضي وحتى مع الانخفاض الأخير بدأت شركات النفط الصخري بإضافة منصات الحفر لزيادة الإنتاج، ومع ذلك فإن المنافسة للإنتاج غير التقليدي خارج أمريكا الشمالية يظل ضئيلا جدا نظرا للتعقيد الجيولوجي وعدم وجود البنية التحتية.

حتى مع ماشهدناه من جهود واضحة في روسيا والاتحاد الاوروبي لتعزيز ظروف أكثر ملاءمة مثل خفض الضرائب على الإنتاج لتحفيز أفضل للإستثمار ودفع عجلة التنمية، كل ذلك يواجهه عقبات تحقيق توازن حذر بتوجيهات وتشريعات ملزمة، واتخاذ تدابير صارمة لمنع التلوث وحماية البيئة.

وقد بدأت ثلاث دول خارج امريكا بالانتاج الفعلي للنفط الصخري ولكن بكميات متواضعة جدا، فمثلا بدأت الصين في عام 2008، وروسيا في عام 2010، و الأرجنتين في عام 2012. وخمس دول أخرى من المتوقع أن تبدأ ما بين اعوام 2018 إلى 2026. وهذه الدول هي المكسيك، بولندا، أستراليا، كولومبيا، وبريطانيا. في حين لا توجد خطط محددة لسنوات بداية إنتاج معينة لهذه البلدان نظرا لصعوبة الوصول إلى رأس المال للتطوير.

على العكس، قد سمح سهولة الوصول إلى رأس المال للتطوير السريع لإنتاج النفط والغاز الصخري في أمريكا من قبل العديد من الشركات الرائدة، وليس من الواضح أن أي بلد آخر خارج أمريكا قد يكون قادر على خلق نفس هذه الظروف، ومع الغموض الذي يلف هذه الظروف سوف يقود إلى توقع البطء في تطوير الانتاج باستثناء الصين والارجنتين وهم من حقق أكبر قدر من التقدم في استخراج كميات من النفط الصخري خارج امريكا، ولكن هناك صعوبات في توسيع نطاق الإنتاج.

في الصين، معظم انتاج النفط الصخري يأتي من حوض سيتشوان وتتولى اعماله شركة سينوبك الصينية والتي لم تحقق اية أرباح بسبب التكاليف المرتفعة، مما تسبب في خروج الشركات العالمية الكبرى مثل شيفرون وكونوكو فيليبس ورويال داتش شل عن الاستثمار في النفط الصخري في الصين ماعدا شركة بريتيش بتروليوم التي وقعت العام الماضي عقود تقاسم الانتاج مع شركة النفط الوطنية الصينية.

أما بالنسبة إلى الغاز الصخري، تحاول الصين جهودها للاستفادة من احتياطيات الغاز الصخري وبناء البنية التحتية، ولكن ارتفاع التكاليف والتضاريس القاسية ونقص المياه يعد تحديا جيولوجيا يضاف إلى محدودية اهتمام المستثمرين الأجانب، ولذلك تشير البيانات المتاحة ان الإنتاج الحالي يقتصر على إحصاءات تشغيل فقط، وبالتالي فهذا لا يظهر الإنتاج التجاري بعد.

أما الأرجنتين فإن اكبر تحدي تواجهه هو جذب الاستثمارات الاجنبية حيث تسعى الحكومة الجديدة إلى الإستثمار في النفط الصخري وجذب المستثمرين لتطوير منطقة vaca  Muerta التي يوجد فيها كميات كبيرة من النفط الصخري، وذلك بعد تحسن ثقة الحكومة الحالية في القطاع الخاص محاولة إقناع الرأي العام بجدوى إستغلال الاستثمار الأجنبي لانتشال الاقتصاد من الركود وخفض معدلات التضخم وخلق فرص عمل.

العقبات التي تتراوح بين التحدي الجغرافي مع النفط الصخري الصيني وتحدي الاستثمارات في الارجنتين في كثير من الأحيان أعمق هيكليا و أكثر تعقيدا من التحديات الأمريكية الذي كان التقدم التقني قد مهد الطريق لتطويرها، ولا تزال أمريكا أكبر منتج للنفط الصخري، ولكن بعد عام 2025، النمو سوف يبطئ في حين أن النمو في بقية العالم سوف يبدأ وبالأخص في الصين والارجنتين.

حتى إذا تم تحديد موارد كبيرة للنفط والغاز الصخري حول العالم، فإن عوامل الارض تمنع الإنتاج الكبير للنفط الصخري، على عكس أمريكا والتي على وجه الخصوص تتمتع بمزيج فريد من الظروف المواتية: الجيولوجيا، وهيكل حوافز الربح المبادرة التنظيم الصناعي، التكنولوجيا، والبنية التحتية، وتوفر رأس المال:

Entrepreneurial Profit Incentives Structure.

ونخلص ان هناك الكثير من عدم اليقين يحيط بتطور إنتاج النفط والغاز الصخري خارج أمريكا، حتى لو ارتفعت أسعار النفط بما يكفي لدعم التطوير والتقنية. وإن كانت أمريكا لديها كل الظروف المواتية لتنمية النفط والغاز الصخري، إلا أنه لايستطيع أحد أن ينكر الصعوبات والتحديات المالية التي عانت منها ومازالت تواجهها مما يثير تساؤلات عن مدى استدامته، ولذلك فإن تهديده مجرد زوبعة إعلام نفطي غربي يحاول جاهدا الترويج لتخمة في المعروض للتأثير على أسعار النفط نزولا!

خاص_الفابيتا