سيرك الأسهم!

17/03/2017 9
عبدالله الجعيثن

تُشبه أسواق الأسهم في الدنيا كلها ذلك السيرك العالمي الذي يتم فيه استعراض مختلف الحركات المثيرة، والألعاب العجيبة والقفزات التي تكاد تكون قاتلة، والصراع مع أعتى المخلوقات، هنالك حيث يتسمّر المشاهدون مشدودي الأعصاب فالخي العيون أمام حركات كل بهلوان.. غير مدركين أسرار عمله وحِيَلِه

ولا تزال عالقة في ذهني (سيرة حمزة البهلوان) التي قرأتها وأنا طفل وأرى طفولتي كلما رأيت غلافها الشاحب القديم، وفيها من أعاجيب السيرك الكثير، بل فيها (طاقية الإخفاء) إذا لبسها (عمر العيّار) لم يره إنسٌ ولا جان بينما هو يرى الجميع!

تذكرني (طاقية الإخفاء) الخرافية ببعض مايحصل في سوقنا الكريم! فهناك (الأوامر المخفية) في العرض والطلب! والتي لا يدري أحد كم كمياتها فيصطدم بها كل مرة يحاول فيها الشراء أو البيع، فإما أن يحطمها بسهولة أو يتحطّم أمامها شظايا مهما شطح ونطح:

(كَنَاطِحٍ صَخرَةً يَوْماً ليوهنها.... فَلَمْ يَضِرْها وَأوْهَى قَرْنَهُ الوَعِلُ)!

والغريب أن (الأوامر المخفية) هذه ليس لها حَدٌّ أدنى ولا حَدٌّ أعلى ! ولا أدري ماحكمتها؟!.

ومن طواقي الإخفاء أيضاً أن يوزع المضارب أو المستثمر الأسهم باسمه وأسماء أولاده القُصّر بحيث لا يُعلن أنه تملك ٥٪ من الشركة، مع أنه تملك أكثر في الواقع لأنه وَصِيٌّ على أولاده القُصَّر، وقد يشتري في صناديق خاصة، كما أن بعض الشركات يتم فيها تداول ملايين مهولة في يوم واحد ولا يظهر أي تملُّك.. فمن يملك التفسير؟!.

 

نقلا عن الرياض