العادات القديمة تموت بصعوبة

09/12/2016 3
عبدالله الجعيثن

عدم الاحترام الكافي للحرف اليدوية عادة قديمة في مجتمعنا.

وزادتها الطفرة الأولى ١٩٧٤م تمكنا، لأن الوظيفة الحكومية كانت متاحة بسهولة، وكان المتخرج من الجامعة ملزماً بأن يتوظف في الدولة بعدد سنوات الدراسة الجامعية وإلا أعاد مرتبات الجامعة، يضاف إلى هذا أن (الكسب السريع السهل) من الأراضي التي فارت أسعارها كالبركان جعل الأكثرية تتطلع إلى ذلك وإن لم تقدر، جعل المقارنة بين الحرف اليدوية ودخلها، وبين مكسب قطعة أرض يدعو للجنون.

ومع تكاثر موظفي الدولة -حتى أن الموافقة على الاستقالة من الوظيفة الحكومية يحتاج لواسطة- وكان كثيرون يريدون الاستقالة لأن العمل في التجارة والمقاولات كان يدر أموالاً طائلة وكان الاستقدام مفتوح الباب بل بلا بواب، مما جعل كثيرين يدمنون الكسب السهل أو يعتادون الوظيفة الحكومية المضمونة والبعيدة عن تعب الحرفة اليدوية.. هذا مع تراكم تاريخي لا يقدر كثيراً من الحرف.. ثم عم الاستقدام وطم واستولى كثير من الوافدين على منابع الكسب في التجارة والمقاولات تحت مظلة التستر فزاد نزيف الأموال وقلّت فرص العمل، ولن يتعدل الحال إلاّ بموت العادات القديمة التي لا تقدر العمل اليدوي ولا تنتظر الكسب السريع السهل.

 

نقلا عن الرياض