مؤشرات التنبوء بالافلاس.. نماذج من السوق السعودي (1/ 4)

24/10/2016 3
حجاج حسن

لفشل أو افلاس الشركات مفهومان أحدهما (اقتصادي)  ويعني عدم قدرة وكفاءة الشركة على استثمار رأس المال – العائد على رأس المال- ، وتعد الشركة فاشلة عند عجزها عن تحقيق عائد مناسب على رأس المال المستثمر بما يتناسب بالطبع مع المخاطر المتوقعة،  والثاني (مـالي) ويعني عدم قدرة الشركة على تسديد التزاماتها المستحقة في مواعيدها المقررة، بمعنى انعدام قدرة الموراد المالية المتاحة للشركة على الابفاء بمتطلبات استمرارية نشاطها...

تلك هي المفاهيم العلمية المتعارف عليها للافلاس، في حين قد يكون لافلاس الشركات وخروجها من اسواقها اسباباً اخرى، بعيدة عن عدم كفاءة ادارة اموال مستثمريها او عجزها المالي عن سداد التزاماتها، فقد يكون خللاً ادارياً كما حدث لمجموعة المعجل او تلاعباً محاسبياً لتعظيم ربح المؤسسة لفترة من الوقت، او حتى نتيجة ظروفاً خارجة عن ارادة المؤسسة كالتذبذبات في اسعار صرف العملة وخاصةً بالشركات التي تعتمد على التصدير ... وغيرها من الاسباب التي قد تكون ناتجة عن تغيرات اقتصادية او سياسية او قانونية ..

ولأن وارن بافيت يقول " القاعدة الاولى هي ألا تخسر نقودك .. والثانية هي ألا تنسى الاولى " ... لذلك دائماً وأبداً ما يبحث عنه المستثمر بداية هو كيف لا يفقد نقوده قبل ان يفكر في كيفية تعظيمها. 

وكما نعلم جميعاً فقد قام المجلس الدولي لمعايير المراجعة والتأكيد (IAASB) باصدار المعيار الدولي للمراجعة ISA 570، الخاص بفرض الاستمرارية، والذي يهدف الى توفير إرشادات حول مسئولية مدقق الحسابات عند مراجعة البيانات المالية المتعلقة بملاءمة فرض الاستمرارية للشركة مستقبلاً كأساس لإعداد البيانات المالية. وحدد المعيار مجموعة من المؤشرات التي تساعد مدقق الحسابات على اكتشاف حالات الشك حول إمكانية استمرار عمل الشركة، التي من شأنها الاشارة الى ان الشركة تتجه الى الفشل المالي وهي : 

•زيادة المطلوبات المتداولة على الأصول المتداولة ( رأس المال العامل - Working Capital)

•عدم إمكانية سداد القروض طويلة الأجل أو جدولتها، أو الاعتماد بشكل كبير على القروض قصيرة الأجل لتمويل الأصول طويلة الأجل ( السيولة – Liquidity)

•ظهور النسب المالية الأساسية بشكل سلبي .

•تأخير )توزيعات الأرباح-   (dividend أو توقفها.

•عدم القدرة على تسديد استحقاقات الدائنين في موعدها.

•الصعوبات في تطبيق شروط اتفاقيات القروض.

•عدم القدرة على تمويل مشاريع تطوير منتجات جديدة أو استثمارات ضرورية أخرى. 

لذلك سيكون تركيزنا في المقالين القادمين على تلك المؤشرات كل منهم على حدى، مع تحديد الشركات المدرجة بالسوق التي تقع تحت كل مؤشر منهم، بناء على نتائج التسعة أشهر الاولى من العام الحالي. 

واستكمالاً للهدف الرئيس ستكون التدوينة الرابعة حول احد اهم واشهر النماذج المستخدمة في تصنيف الفشل المالي، والذي أثبت قدرة عالية على التنبؤ بالفشل المالي ( وهو نموذج Z-score )، من قبل أستاذ العلوم المالية في جامعة نيويورك (Edward Altman)، باستخدام أسلوب التحليل التمييزي الخطي متعدد المتغيرات لايجاد أفضل النسب المالية القادرة على التنبؤ بفشل الشركات الأمريكية، ومن ثم تطبيقه على الشركات المدرجة بالسوق وتحديد من قد يكون في طريقه إلى الافلاس او التعثر .

خاص_الفابيتا