اقتصادنا والطيور المهاجرة

30/09/2016 7
عبدالله الجعيثن

يعرف الجميع أنّ المملكة بلاد نعمة وخير.. وأنّ أكثر الأغنياء العرب مَرُّوا مِن هُنا، وأنّ ترليونات تم تحويلها للخارج، أكثرها من الإخوة الوافدين، ناهيك عن الأثرياء السعوديين الذين جمعوا ثروات طائلة أثناء الطفرات المتوالية.. في اقتصاد مربح ومريح جداً.. وخالٍ من الضرائب.. وفي مجتمع استهلاكي جداً.. بل مسرف في الاستهلاك..

هذا كله شبه معروف.. فما الجديد؟.. وماذا نريد أن نقول؟.. نريد أن يتم إحلال السعوديين محلّ الإخوة الوافدين لنقضي على شرور البطالة، وعلى النزيف المتواصل في جسدنا الاقتصادي.. والضغط الشديد على ميزان المدفوعات.. ونريد القول إن المملكة مِنْ آمن بلدان العالم في الاستثمار فلماذا تُهاجر الكثير من الأموال السعودية خارج الحدود إما بحثاً عن فرص استثمار أو إيداعاً في البنوك خارج المملكة؟ لماذا لا تعود تلك الطيور المهاجرة لحضنها الدافئ ووطنها المعطاء الآمن؟.. أيعرف من هَجّرُوا كثيراً من أموالهم إلى الخارج ما يُحيط بها من مخاطر الضرائب ومصادرة التركات بعد الوفاة، وربما تلفيق التُّهم؟.. ألم يسمعوا المثل القائل: (مالٌ في غير بلدك ليس لك ولا لولدك)؟.. ثم ألا يرى رجال الأعمال أنّ توظيف السعوديين أجدى لهم على المدى الطويل؟ فالسعوديون هم الذين يشترون من رجال الأعمال، ودخلهم هو الذي يدور في البلد فيصبح الريال عن أربعة، أما الأموال المهاجرة فهي نزيف خطير في جسدنا الاقتصادي يحسن علاجه قبل أن يستفحل.

 

نقلا عن الرياض