الأراضي البيضاء والتعديات.. ووضوح الأرقام

25/08/2016 2
د. فائز الشهري

الأراضي البيضاء والتعديات على الأراضي من قضايا التنمية المهمة، ونشر بصحيفة «مكة» خبر يوضح بطريقة جميلة على خريطة لمناطق المملكة بالأرقام مساحات الأراضي البيضاء والمخططة والمستعملة، حيث حازت أربع مناطق على 43% من مساحة الأراضي البيضاء في السعودية، حيث بلغ مجموع مساحة الأراضي البيضاء في كل من الرياض ومكة المكرمة والمدينة المنورة والمنطقة الشرقية 826000 ألف هكتار من إجمالي 1914962هكتارا، حسب الإحصائية الصادرة من وزارة الشؤون البلدية والقروية لمساحة الأراضي المستعملة والمخططة والبيضاء خلال 1436. واحتلت الرياض المرتبة الأولى في مساحة الأراضي البيضاء بمجموع 504387 هكتارا، بينما احتلت منطقة مكة المكرمة المرتبة الثانية، حيث بلغت مساحة تلك الأراضي 278267 هكتارا، تلتهما المنطقة الشرقية بمجموع 25520 هكتارا وفي المرتبة الرابعة منطقة المدينة المنورة بمجموع 17834 هكتارا.

وأوضحت الإحصائية أيضا أن مجموع الأراضي المستعملة في السعودية بلغ 1332954 هكتارا، بينما بلغ مجموع الأراضي المخططة 846926 هكتارا.

كما أشار خبر في نفس الصحيفة موضحا بالأرقام على خريطة المملكة رصد 16 من أمانات المناطق في السعودية خلال عام واحد فقط، 6465 تعديا على أراض مختلفة المساحات ومتعددة الاستخدامات، وشرعت في معالجتها بالتعاون مع الجهات المختصة.

وأظهرت إحصاءات رسمية، وردت في تقرير لوزارة الشؤون البلدية والقروية أن تلك التعديات تم تسجيلها العام الماضي فقط، وأن منطقة عسير استأثرت منفردة بنصفها بواقع 3183 قضية تعد على أراض، تلتها أمانة حائل بواقع 1060 تعديا، فيما جاءت المنطقة الشرقية كأقل المناطق السعودية تسجيلا لقضايا التعديات بواقع 21 قضية، وأشار الخبر إلى أن الأراضي التي طالتها التعديات المسجلة العام الماضي، طالت أراضي حكومية وأخرى لأفراد.

الأراضي البيضاء والتعديات من المعوقات لعملية التنمية الشاملة والمتوازنة والمستدامة ولكل واحدة منها أثر اقتصادي واجتماعي وبيئي وأمني، والأرقام توضح المساحات البيضاء التي تؤثر في مراحل التنمية وأثرها في عدم وضوح الصورة الفعلية للحاجة والطلب على المساكن وارتفاع أسعار الأراضي والإيجار السكني، وكذلك أرقام التعديات المذكورة على الأراضي خلال عام، تعكس عدم الالتزام بالأنظمة وما يترتب على ذلك من هدر للوقت والمال وتعطيل عجلة التنمية، وجميع الأراضي البيضاء والتعديات على الأراضي معطلة لمراحل التنمية، وتتم مواجهتها بفرض رسوم على الأراضي البيضاء، وكذلك تكوين لجان لمواجهة التعديات بالمناطق.

ان هذه المساحات التي تم رصدها من الأراضي البيضاء وكذلك التعديات خلال عام واحد فقط تعكس الدور الجبار للجهود المبذولة من الجهات المختصة، وكذلك الحاجة لتخطيط الأراضي التخطيط المستدام الذي لا تتكرر معه قضايا الأراضي البيضاء والتعديات التي تسبب مشاكل تنموية ومنها عدم توافر الأراضي للخدمات السكنية والصحية والدينية والترفيهية والصناعية والتعليمية وعدم توازن التنمية والهجرة للسكان والضغط على الخدمات، حيث كشفت وكالة وزارة الداخلية لشؤون المناطق في تقرير نشر بصحيفة «عكاظ» أنها تعمل لتقليص الهجرة من المدن الصغيرة إلى المدن الكبيرة، حيث صدر أمر سامٍ يتضمن مراجعة أسس ومعايير التنمية، بهدف توزيع الخدمات بين مدن ومحافظات ومراكز المملكة، وتوفير الخدمات بشكل متوازن، لتقليص الهجرة إلى المدن الكبرى، حيث قضى الأمر السامي بتشكيل لجنة لوزارة الاقتصاد والتخطيط وبمشاركة كافة الوزارات لتقليص الهجر من المدن الصغيرة إلى المدن الكبيرة.

وأخيراً وليس آخراً جميلة هي الأرقام فهي أساس عمل الدراسات والأبحاث والحوار واتخاذ القرار بطريقة علمية عملية، وتقفل الطريق على كل من يقفز على الحقائق. الأرقام جميلة توضح مساحات الأراضي الفعلية بمراحل التنمية لتخطيطها لتحقيق تنمية متوازنة ومستدامة تختفي معها الأراضي البيضاء والتعديات على الأراضي لتساهم في إيجاد مدن وقرى صحية بخدمات شاملة تدعم المشاركة في اتخاذ القرار والاستثمار وتوافر فرص العمل وتوطن السكان، وهنا تبرز أهمية التثقيف بمزيد من الأرقام لمواقع الأراضي واستعمالاتها التي خصصت لها، وكذلك دراسة أثر سياسات تخطيط استعمالات الأراضي في منظومة التخطيط العمراني التي تأخذ في الاعتبار النواحي الاجتماعية والبيئية والأمنية والثقافية، بالإضافة للاقتصادية في إدارة الأرقام المعلنة عن الأراضي البيضاء التي تم علاج التعدي عليها.

نقلا عن اليوم