سرقة ما لا تعرف ماهيته

08/08/2016 3
زياد محمد الغامدي

لا أفهم كيف تسجل واقعة سرقة سلعة لايمكن توصيفها أو شرحها أو حتى توثيق بدايتها وكيفية الحصول عليها. ولا أعرف طريقة جنائية موثقة في تعقب شيء مجهول في أساسه ومنشأه، بل وحتى ممنوع من التداول في كثير من بقاع العالم الاقتصادي الكبير.

قبل حوالي الأسبوع سرق حوالي 120000 من العملات الافتراضية البتكوين من أحد المراكز التي يتم تداول هذا (الشيء) من خلاله.

المركز يقع في هونغ كونغ، والغريب ان هذا المركز التحفة قام بخصم 36% بطريقة متساوية من كافة العملاء مما يملكونه من ودائع لهذا (الشيء) وقام بإعطائهم كوبونات حقوق ملكية تثبت حقوقهم متى تم استعادة هذا (الشيء) الذي استخدم في بداياته كطريقة دفع بين تجار المخدرات والسلاح والجنس والقمار في الولايات المتحدة الأمريكية.

قيمة البتكوين الذي يدعي المركز سرقته حوالي 70 مليون دولار. وهذه السرقة ليست الأكبر في تاريخ البتكوين، فقبل عامين تم سرقة ما قيمته 450 مليون دولار من العملة الافتراضية من أحد مراكز ايداعها في طوكيو، و طوكيو هذه يقال انها منشأ العملة الافتراضية والى الآن لا حس ولا خبر.

لا أشك في كون البتكوين عملية احتيال كبيرة على المستوى الدولي، والى ان يتم ذكر اسم من أتى بهذا اللوغاريتم والى ان يخرج على الملأ والى ان يشرح بنفسه ما هو هذا الشيء الذي اتى به، ستظل هذه القناعة موجودة لدي ولدى الكثيرين غيري، اما ادعاء ان هناك عددا محددا من البتكوين يمكن استخراجه فتلك كذبة أخرى لا يمكن اثباتها بأي حال من الأحوال.

من يسوق للبتكوين على انه عملة في الاعلام الغربي ينتمي لأحد جماعتين لا ثالث لهما، الأولى جماعة الليبراليين الماليين الذين يحلمون بفض سلطة البنوك المركزية عن العملات (أحلام لن تتحقق الا في مخيلاتهم)، وهم ايضا يطالبون بعودة الذهب في احتساب العملات.

والثانية حقيقة لا تعرف ماهيتها ولكنهم يضاربون عليها، هؤلاء المضاربون يضاربون على كل شيء، وتجدهم حتى في سباقات الضفادع والخنافس في الصين وغيرها من الدول التي تشتهر بطبقة المضاربين والمقامرين. وهناك فئة ثالثة لا ترى في البتكوين كعملة ولكنها تتبنى وجهة نظر مفادها ان بالإمكان الاستفادة منها كوسيلة للمدفوعات والحوالات المالية.

لا أشك ان البتكوين في طريقها للزوال، ولا يتداولها الا مغرر به، او حالم يريد تحقيق المال بالقمار، اما عمليات السرقات التي تتم عليها فأشك ان بإمكان أحد مهما بلغ به الدهاء الجنائي معرفة من قام به، بل أشك في اثبات اي شيء على أحد، فكيف بالله يثبت سرقة شيء لا يمكن توصيفه علميا، وكل التواصيف الموجودة على الساحة لا يمكن القطع بصحتها وشموليتها 100%.

البتكوين ليست سوى أكذوبة، ومما يؤسف ان عالمنا المعاصر يسمح للترويج للأكاذيب. البتكوين اضحوكة أخرى في عالم ملئ بالمغرر بهم.

نقلا عن اليوم