أسبوع ضعيف آخر بانتظار تصويت بريطانيا

19/06/2016 0
عبدالله الجبلي

رغم الأحداث المتلاحقة والمؤثرة التي مرّت خلال الأسبوع الماضي إلا أن سوق الأسهم السعودية لم يتحرك حركة ملحوظة لا إلى الأعلى ولا إلى الأسفل، حيث تذبذب المؤشر العام للسوق داخل نطاق ضيّق جداً لم يتجاوز 107 نقاط فقط ليغلق نهاية الأسبوع على تراجع طفيف بمقدار 64 نقطة أي أقل من 1%.

واعتقد أن هذا التحرك البسيط في أسبوع حافل بالأخبار القوية يشير إلى أن السوق ينتظر خبراً أقوى وأهم، وقد تم خلال الأسبوع المنصرم إقرار آلية رسوم الأراضي البيضاء والتي من المنتظر أن تؤثر سلباً على سوق العقار وايجاباً على سوق الإنشاءات، بالإضافة إلى عدم إقرار البنك الفيدرالي الأمريكي رفع الفائدة على الدولار رغم التصريحات الواضحة من رئيسة البنك جانيت يلين والتي أشارت إلى احتمالية رفع الفائدة على الدولار مرتين خلال هذا العام.

لكن الأهم في نظري من جميع ما سبق هو تصويت البريطانيين يوم الخميس المقبل على البقاء ضمن الاتحاد الأوروبي بعضوية غير كاملة كما هو الوضع الحالي أو الخروج من الاتحاد، وأهمية هذا الأمر تكمن في أن قرار بريطانيا سينعكس بقوة على تحرك أسواق العملات والسلع والأسهم حول العالم؛ نظراً لمكانة لندن كعاصمة المال والأعمال في العالم، فخروج الانجليز سيفقدهم العديد من المميزات المالية والاقتصادية والتجارية والجمركية وسيعاني الاقتصاد البريطاني المثقل بالديون أصلاً على المدى المتوسط لكنه على المدى البعيد لا شك أنه سيستفيد من إعادة هيكلة الاقتصاد وفرض قوانين جديدة ستحد من الهجرة إليها وستتجدد الفرص الاستثمارية هناك بعد أن تمرّ عاصفة سلبية الأثر على أسواق المال هناك خاصةً السوق العقاري والذي سيكون أكبر المتضررين من هذا الخروج.

ولا شك أن خروج بريطانيا مهم جداً لدرجة أني اعتقد أن إرجاء منظمة أوبك اتخاذ أي قرار يخص الإنتاج النفطي لديها إلى نوفمبر القادم وأيضاً إرجاء قرار رفع الفائدة على الدولار من قبل الفيدرالي الأمريكي كانا بسبب رغبة الفريقين في انتظار نتائج هذا الاستفتاء المصيري وإلى أي مدى ستنعكس النتائج على تحركات أسواق المال حول العالم، لذا من المتوقع أن يستمر سوق الأسهم السعودي في تذبذبه الضعيف هذا الأسبوع أيضاً انتظاراً لما ستسفر عنه نتائج استفتاء بريطانيا وهل ستخرج من الاتحاد الأوروبي وتهبط بالأسواق؟ أم ستبقى وحينها نراقب مدى إيجابية ذلك القرار على أسواق العملات والسلع لأنه على غرارها ستتحرك أسواق الأسهم حلو العالم ومنها السوق المحلي.

التحليل الفني

عاد المؤشر العام لسوق الأسهم السعودية مجدداً لمحاولة اختراق مقاومة 6,650 نقطة لكنه لم ينجح وبإغلاقه للأسبوع الثاني دون تلك النقطة يعطي انطباعاً بأن السوق بصدد إكمال مساره الهابط هذا الأسبوع أيضاً وذلك حتى مشارف 6,450 نقطة متأثراً بحالة التراجع الملفتة التي ضربت أسعار النفط والترجيحات بقيام الفيدرالي الأمريكي برفع الفائدة على الدولار، هذا بالإضافة إلى تخوّف من تراجع أرباح القطاع المصرفي خلال الأشهر الستة الأولى من هذا العام مقارنةً بنفس الفترة من العام الماضي وهذا ما سيتضح خلال الإعلانات الفصلية المقبلة.

أما من حيث القطاعات، فأجد أن قطاع الصناعات البتروكيماوية لم ينجح في العودة فوق مستوى 4,550 نقطة، وهذا بالتالي يدفعه لدعم 4,350 نقطة والذي بكسره تتسارع خطوات الهبوط حتى مشارف 4,150 نقطة، ولا أرى إيجابية للقطاع دون مستوى 4,550 نقطة وأن المجال مفتوح للدخول في موجة هبوط واضحة المعالم.

أيضاً أجد أن قطاع المصارف والخدمات المالية حاول اختراق مقاومة 14,600 نقطة لكنه بمجرد الاصطدام بهذه النقطة يوم الأربعاء الماضي سرعان ما تهاوى بقوة حتى أغلق دون 14,400 نقطة ويبدو أنه عاقد العزم على ملامسة مستوى 13,900 نقطة، وهذا الأمر يبدو من خلال السيولة الملفتة التي تجتاح القطاع في الأيام الحمراء وتتقلص مع كل ارتفاع.

أما من حيث القطاعات الإيجابية لهذا الأسبوع فأجد أن قطاع الطاقة سيكون هو القطاع الوحيد صاحب الحركة الإيجابية لكن بشكل أقل حدة من الأيام الماضية.

في المقابل أجد أن السلبية ستطغى على تحركات قطاعات الاسمنت والتجزئة والزراعة والاتصالات والتأمين والاستثمار المتعدد والاستثمار الصناعي والتشييد والبناء والتطوير العقاري والنقل والاعلام والفنادق.

أسواق السلع الدولية

أغلق خام برنت على انخفاض طفيف لم يتعد بضعة سنتات وذلك بعد أن ارتد بقوة خلال جلسة الجمعة الماضي بفعل انخفاض الدولار والذي أعطى الخام الفرصة بتقليص خسائره الأسبوعية والتي تجاوزت 3 دولارات، ويبدو أن الخام قد يواصل ارتداده الصاعد بداية هذا الأسبوع قبل أن يستأنف المسار الهابط والذي بدأه من مشارف 53 دولارا للبرميل ليستهدف مستوى 43 دولارا والتي اعتبرها صمام أمان المرحلة المقبلة؛ لأن كسر هذا الأخير يعطي إشارة على أن الخام ربما ينخفض الى دون 40 دولارا.

أما خام نايمكس فهو يسير بنفس خطى سابقه فبعد أن شارف على ملامسة مستوى 45 دولارا ارتد بقوة بأكثر من 3 دولارات بفعل الهبوط الملفت لسعر صرف الدولار وهو ما انعكس إيجاباً على تحركات الخام، لكن من خلال النظر إلى الشمعة الأسبوعية أجد أن سيناريو الهبوط قد تأكد على الخام وأنه بصدد التراجع حتى مستوى 45 دولارا من جديد.

من جهة أخرى أجد ان أسعار الذهب هي الأخرى تأثرت إيجاباً بانخفاض سعر الدولار وارتدت نهاية الأسبوع بأكثر من 20 دولارا لتغلق على مكاسب بعد أن كانت في طريقها لتحقيق ثاني أسبوع من التراجعات، لكن اعتقد أنه من الصعب اختراق قمة 1,320 دولارا خاصةً إذا تحرك الدولار صعوداً كما هو متوقع خلال منتصف هذا الأسبوع وحينها ربما يعود المعدن الأصفر إلى 1,280 دولارا مجدداً.

أسواق الأسهم العالمية

يبدو أن مؤشر داو جونز الصناعي قد أكد المسار الهابط بعد أن فشل الأسبوع الماضي في المحافظة على مستوى 17,900 نقطة وقد لامس خلال الأسبوع الماضي دعم 17,500 نقطة وتمكن من الإغلاق فوقه، لكن اعتقد أنه سيعود ويكسر ذلك الأخير وسيتجه نحو مستويات 17,300 نقطة وهي أهم دعم خلال الفترة الراهنة؛ لأن كسر هذا الأخير والبقاء دونه يعني تأكيد التوجه دون مستويات 17,000 نقطة.

أما مؤشر نيكاي الياباني فقد أغلق دون مستوى 16,100 نقطة كاسراً مستوى دعم تاريخي خلال المرحلة الحالية ومؤكداً النموذج السلبي المتجه نحو مناطق 14,500 نقطة وهو ما سينعكس سلباً على أداء الشركات المدرجة خاصةً القيادية منها مثل تويوتا وسوني.







نقلا عن اليوم