الجديد في إحصائية شركة البترول البريطانية لعام 2016

19/06/2016 2
د. أنور أبو العلا

تعودت أن أكتب مقالا عقب صدور إحصائية الشركة البريطانية BP وجريا على هذه العادة سأكتب اليوم مقالا خفيفا عن إحصائية الشركة الصادرة الأربعاء 8 يونيو (قبل عشرة أيام). تتميز هذه الإحصائية أنها موجزة وميسّرة وواضحة وشاملة وسهلة ومشهورة كمرجع سريع لصنّاع القرار والإعلاميين ورجال الأعمال وأنا شخصيا استخدمتها كمصدر لبعض الأرقام في رسالتي للدكتوراه.

وكالعادة سأركّز على البترول فقط وكذلك سأركز فقط على جانب ما يسمى Upstream أي مقدار الاحتياطي والعمر الافتراضي والإنتاج؛ لأن هذا الجانب هو الجوهر الذي تقوم عليه صناعة البترول وبالتالي يعتمد عليه دوران عجلة الاقتصاد العالمي في شتى أصقاع المعمورة.

تقول الإحصائية إن احتياطي بترول العالم المؤكّد انخفض انخفاضا طفيفا فأصبح 1.698 تريليون برميل في نهاية عام 2015 بعد أن كان 1.700 تريليون برميل في بداية عام 2015 أي بفارق قدره 0.002 تريليون (2 مليار) برميل وهو يساوي استهلاك العالم لمدة واحد وعشرين يوما فقط.

لكن لا تغترون بهذه الدقة المتناهية التي تحاول الإحصائية أن تتظاهر بأنها تتقيد بها فإن الشركة نفسها تقول إن الأرقام التي تذكرها عن الاحتياطي هي على ذمة حكومات ومنظمات وشركات الدول التي تملك البترول فهي تنقل ما يقولونه عن احتياطاتهم وهكذا فإنها لا تنفي الإشاعات التي تتهم دول أوبك بأنها تبالغ في احتياطها حتى تحصل على حصة أكبر عند مناقشة توزيع الحصص بين أعضائها.

البعض وجه انتقاده للشركة قائلا بأن العامل الذي أدى إلى ارتفاع احتياطي العالم إلى 1.7 تريليون برميل كان بسبب ارتفاع سعر البترول إلى حوالي 100 دولار مما أدى إلى دخول احتياطي حوض اورينكو الفنزويلي والرمال الكندية إلى الاحتياطي المؤكد، وأنه بانخفاض السعر الآن إلى أقل من 50 دولار كان ينبغي أن يستبعد هذا النوع من البترول الذي تزيد تكاليف إنتاجه على 100 دولار للبرميل.

أنا شخصيا لا ألوم الشركة على أرقامها بل أجد لها العذر وهو أن انخفاض السعر الحالي هو انخفاض مؤقت لن يلبث طويلا حتى يعاود الارتفاع إلى فوق 100 دولار سواء عاجلا أو آجلا فلا داعي لإثارة القلق لاقتصاد العالم القلق بطبيعته بإشاعة أن عصر البترول سينتهي قريبا بالنضوب.

ثم تنتقل الإحصائية إلى أسعار البترول فتقول إن سعر البترول عام 2015 كان 52.39 دولارا ورغم أنه في بداية العام بدأ يرتفع تدريجيا بسبب انتعاش الاستهلاك وبداية انخفاض إنتاج البترول الأميركي لكن زيادة إنتاج أوبك القوي لا سيما إنتاج العراق والمملكة أدى إلى انخفاض سعر البترول.

وفقا للإحصائية فإن إنتاج العراق زاد من 3.28 ملايين برميل عام 2014 إلى 4.03 ملايين برميل عام 2015 وأن إنتاج المملكة لنفس الفترة زاد من 11.50 مليون برميل إلى 12.01 مليون برميل.

لعل أكثر ما يشد الانتباه هو الرسمة البيانية في الصفحة السابعة؛ حيث ترسم المسار التاريخي لاحتياطي البترول في العالم حسب مناطق العالم المختلفة منذ عام 1985 إلى عام 2015 (على مدى ثلاثين سنة)؛ حيث يبدو واضحا أن بترول منطقة الشرق الأوسط رغم أنه كان أكبر احتياطي في العالم لكنه الآن هو أسرع بترول المناطق الأخرى في العالم إلى النضوب فبعد أن كان عمره الافتراضي (تقسيم الاحتياطي على معدل الإنتاج السنوي) حوالي 120 سنة عام 1985 أصبح الآن حوالي 72 سنة فقط.

أما العمر الافتراضي (حسب أرقام الإحصائية الصفحة السادسة) لبترول الدول السبع الواقعة على جانبي الخليج العربي (مرتبة من الأصغر إلى الأكبر) فهو كالتالي:

عمان 15.3 سنة، قطر 37.1 سنة، المملكة 60.8 سنة، الإمارات 68.7 سنة، الكويت 89.8 سنة، العراق 97.2 سنة، إيران 110.3 سنة.

نقلا عن الرياض