الغوّار من الفئة الناجية من دعوة الاستغناء عن البترول

12/06/2016 3
د. أنور أبو العلا

أوّل مرة أعرف بوجود منظمة (org-350) التي تدعو الى الاستغناء عن الوقود الاحفوري عندما وجدت رسالة في ايميلي تدعوني للتوقيع على نداء موجّه لسكان الأرض تطالبهم بإبقاء 80 % من الوقود الاحفوري (الفحم، والبترول، والغاز) مدفونا تحت الأرض.

تقول منظمة 350 انها اشتقت اسمها من معدل تركيز الكربون في المناخ الذي (على حد تعبيرها) ثبت علميا بأن الحد الأعلى للكربون الذي يجب عدم تجاوزه لسلامة المناخ هو 350 جزءا من المليون.

ثم يقولون ان المعدل الحالي للكربون في مناخ الأرض هو 400 جزء لذا من أجل خفض هذا المعدل من 400 جزء الى 350 جزءا ينبغي ترك 80 % من الوقود الاحفوري المؤكد (Proven Reserves) تحت الأرض واستبداله 100 % بالطاقة المتجددة بحلول عام 2050.

السؤال هو ما هو المقصود وكيف يتم إبقاء 80 % من الوقود الاحفوري تحت الأرض؟ يوجد أمامي عدة طرق للجواب على هذا السؤال سأختار الطريقة الأسهل والأبسط والأقصر لكن قبل الجواب سأطمئنكم بأن بترول الغوار (إذا فكرنا في كلامهم بعمق) لا يشملونه في دعواتهم بالاستغناء عنه لكن للأسف نحن بتصرفنا الخاطئ في اتفاقية المناخ وضعنا بترول الغوّار في فوهة المدفع فاتجهت الينا أصابع الاتهام.

لقد قضيت وقتا طويلا في موقعهم أدرس كلامهم ورسوماتهم ونداءهم وفي كل لحظة تمر أزداد اقتناعا أن آخر شيء يعنونه ببقائه مدفونا تحت الأرض هو بترول الخليج.

المنظمة تقول ان احتياطي الوقود الاحفوري المؤكد تحت الأرض يحتوي على 2795 قيقا طن من الكربون وفي حالة استخراج هذا الاحتياطي بكامله سيؤدي الى رفع الكربون في المناخ الى خمسة أضعاف الحد الأعلى الذي يجب ان لا يتجاوزه انبعاث الكربون وهو 565 قيقا طن فقط للمحافظة على درجة حرارة المناخ تحت مستوى 2 درجة التي توصي بها دراسات علماء المناخ.

واضح من كلامهم المذكور أعلاه بأنه إذا كان فعلا ان احتياطي الوقود الاحفوري المؤكد يحتوي على 2795 قيقا طن من الكربون وأن معدل انبعاث الكربون الآمن هو 565 قيقا طن وهو يعادل 20 % من 2795 قيقا طن فإن المتبقي وقدره 2230 قيقا طن أي 80 % من اجمالي الكربون وبالتالي 80 % من اجمالي احتياطي الوقود الاحفوري يجب بقاؤه تحت الأرض وعدم استخراجه.

السؤال الاستراتيجي الذي كنت أبحث طويلا عن جوابه في موقعهم هو: أي أنواع الوقود الاحفوري – لو طبقنا كلامهم – يجب ان يبقى تحت الأرض؟

أنقل لكم من موقعهم ما يقولونه لتتوصلوا بأنفسكم الى الجواب فهم يلقون بالمسؤولية على شركات الوقود الاحفوري ويصفونها بالمذنب Culprit ويضعون قائمة بأسماء 200 شركة خاصة ويطالبون حملة أسهمها بالتخلي عنها ويشرحون لهم كيف يمكنهم الحد من نشاط هذه الشركات.

ثم يقولون ان احتياطي الوقود الاحفوري الذي تملكه هذه الشركات يحتوي على 556 قيقا طن من الكربون موزعة كالتالي: 401.6 (72.3%) قيقا طن من الفحم، و78 قيقا طن (14%) من الغاز، و76 قيقا طن (13.7%) من البترول.

واضح من الأرقام أعلاه أن الفحم له نصيب الأسد في انبعاث الكربون وأنه في حالة تطبيق ترك الوقود الاحفوري تحت الأرض سيكون الفحم هو الضحية.   

دول مجلس التعاون ليس لديهم فحم وباستثناء قطر ليس لديهم غاز للتصدير لكن يوجد لديهم بترول يعتبر بالنسبة للصخري والرملي كملاك الرحمة المنقذ للمناخ والبيئة.

ختامها مسك: يبلغ احتياطي البترول المؤكد في العالم 1.7 تريليون برميل ويبلغ احتياطي المملكة المؤكد 260 مليار برميل أي فقط 15 % من أرخص وأجود وأنبل بترول العالم ولذا سيكون حتما من ال 20 % الناجية من الاستغناء عنها وتركها تحت الأرض.

نقلا عن الرياض