سمعة تويوتا الأسطورية في جودتها و قوتها على المحك..؟؟؟

23/02/2010 4
دي جي

يعصف شبح الانهيار في الاونة الأخيرة بشركة تويوتا اليابانية العملاقة أكبر مُصنِع للسيارات في العالم، بعد سلسلة من عمليات استرداد لسياراتها، والتي شملت نحو 8 ملايين سيارة حول العالم، ما يعادل تقريبا كافة مبيعاتها العالمية في عام 2009 بأكمله، والسبب مشكلة تكمن في عدم ارتداد دواسة الوقود؟؟؟

امتدت عمليات سحب تويوتا لسياراتها إلى الشرق الاوسط وافريقيا واميركا اللاتينية بعد اوروبا والولايات المتحدة، مما يعرضها لا محالة الى انخفاض شعبيتها في العالم بعد بزوغها إلى القمة بصفتها العلامة التجارية الأكثر قيمة وموثوقية في عالم السيارات!!

انطلقت رحلت تويوتا قبيل الحرب العالمية الثانية من رحم شركة عائلية للنسيج، لتتحدى الشركات الأمريكية والأوروبية وذالك بالتركيز على أساليب الإنتاج المتكامل. و في عام 1957 أدخلت أول سيارة لها إلى السوق الأمريكية "سيارة تويوبت" وكانت مجرد سيارة ضعيفة وفاشلة لم تمض إلى أبعد من مدينة لاس فيجاس بولاية كاليفورنيا في إختبار التحمل على الطريق بين مدينتي لوس أنجلوس ونيويورك.

لكن تويوتا تعلمت من تجربتها الاولى وواصلت مسيرتها بكل ثبات رغم الانتقادات الكثيرة وبيئتها المنغلقة في اليابان في ثمانينيات القرن الماضي، رغم كل هذا قامت ببناء المزيد من المصانع في الولايات المتحدة، واستثمرت فيها  حوالي 17 مليار دولار حتى يومنا هذا. وقال فيها داف كول، رئيس مركز أبحاث السيارات في مدينة آن أربور بولاية ميتشيجان ''كان أي تفصيل بسيط في غاية الأهمية، كانت تولي اهتماماً كبيراً للغاية بالزبائن''.

غير أن توسع ''تويوتا'' على نطاق القارات كلها لم يضاهه أي تغيير في ثقافة الشركة، التي ما زالت بشكل يدعو إلى الدهشة إقليمية في التوقعات، ومتمركزة في اليابان.

وتسعى شركة تويوتا جاهدةً الى طمأنة عملائها بالتزامها بمعايير السلامة والجودة المعروفة عنها، وأن تصدرها قائمة الشركات المنتجة للسيارات في العالم خلال الأشهر الستة الأولى من العام 2009، و تجاوز مبيعاتها أرقام مبيعات شركة جنرال موتورز الأميركية لن يغير التزامها، و قالت في بيان لها على موقعها على الإنترنت "إنه لا شيء أهم لها من سلامة وأمن سياراتها ومدى الاعتماد عليها بالنسبة للزبائن والعملاء".

عرفت مبيعات تويوتا في الأسواق الأمريكية خلال شهر يناير تراجعا بحدود 8.7 في المائة، إذ بلغت مبيعات شركة تويوتا 98796 سيارة، بعد تعليق الشركة لمبيعات بعض طرزها في السادس والعشرين من الشهر نفسه، حيث أوقفت مبيعات 8 طرز بسبب مشكلات في مبدل السرعة، وتشكل الطرز الثمانية نحو 60 في المائة من إجمالي سيارات الشركة.

بحسب بيانات الشركة، فقد سجل طراز سيارات "ياريس" انخفاضاً بنسبة 10.3 في المائة، بينما انخفضت مبيعات كامري بنسبة 17.7 في المائة، وسيون تي سي بنسبة 25 في المائة، وأفالون بنسبة 51.7 في المائة. ولكن الطراز الوحيد الذي حقق نجاحاً وسط هذه الأزمة التي تمر بها شركة تويوتا هو طراز الليكزس، الذي حقق زيادة في المبيعات بلغت 14.2 في المائة، حيث تم بيع 15517 وحدة منها.

يرى المراقبون أنه رغم قرار الشركة إصلاح عيوب في بدالة البنزين، إلا أنه ولأول مرة قد تفقد "تويوتا" حصتها في السوق الأمريكية، وبالتالي ستفقد شعارها بأنها الأفضل على مستوى جودة صناعة السيارات، وهو ما ستكشفه الأيام القليلة المقبلة، وقالت ميشيل كريبس، كبيرة المحللين في موقع مبيعات السيارات Edmunds.com إن "فورد" و "هيونداي" حققتا مكاسب على حساب تويوتا .. إذا نظرنا إلى ما قامت به فورد العام الماضي بتقريب الفجوة إلى النصف مع تويوتا .. فلربما ينجحوا في اجتيازها، والتفوق عليها هذا العام" .

خلال العقد الماضي وسعت الشركة عمليات إنتاجها إلى خارج اليابان لتلبية الطلب المتزايد على سيارتها، مما أدى إلى ضعف ضوابط الشركة للجودة، حسب الناقدين. الا ان الشركة نفت ذلك على لسان نائب رئيس مجموعة تويوتا شينيشي ساساكي في مؤتمر صحافي اصدر فيه اعتذارا جديدا على عمليات السحب الواسعة التي تقوم بها الشركة وقال "لا اعتقد ان توسيع الانتاج في الخارج اثر على الجودة". واضاف ساساكي "لدينا ثقة تامة بالهندسة والجودة" في الشركة.

وبين هذا وذاك السؤال هو هل تستطيع تويوتا أن تتعدى هذه الأزمة بسلام؟؟ وإن تعدتها ماليا هل تسلم سمعتها الاسطورية في ما يخص الجودة و القوة و السلامة؟؟

الأكيد أن الوصول إلى القمة صعب .. لكن البقاء فيها أصعب ............؟