مسرح الدوحه

18/04/2016 1
محمد مهدى عبدالنبي

" قدم الحقيقه ممسرحه " ... بنص تلك الحكمه يتعامل منتجى النفط فى اجتماع الدوحه ، ليس بحثا عن نتيجه فعاله تغير مسار النفط الاحمر و لكن تأكيدا على قاع تحقق فى يناير 2016 ... و رغم تيقن اغلب المتابعين بعدم جدوى اجتماع الدوحه الا انه يظل اجتماعا " منتظرا " لأنه يعقد لأسباب استعراضيه و سياسيه و اقتصاديه ....


الاسباب الاستعراضيه تتعلق برغبة روسيا خارجيا بملئ فراغ الصمت السياسى الامريكى فى موضوع النفط و استغلال عام الانتخابات الرئاسيه الامريكيه لأبراز نشاط الرئيس فلاديمير بوتين مع خفوت نجم اوباما فى ذلك الوقت، و هذا يساعد على تصدير صوره للداخل الروسى بسعى قيادته الى تخفيف و تجاوز الازمه الاقتصاديه ... و تحتل ايران ايضا جزءا مهما من الصوره الاستعراضيه بترويج حضورها لأجتماع الدوحه مع تمسكها برفع انتاجها لمستوى ما قبل فرض العقوبات الدوليه عليها ( تقريبا 4 مليون برميل يوميا) و هو ما اشار وزير النفط الايرانى بالوصول اليه فى مارس 2017 ... ايران تريد اثبات ادعاء انتصارها على القوى العالميه ليس فقط امام شعبها و لكن لمختلف دول العالم بأستعراضها الرافض لتجميد الانتاج ....


اما الاسباب السياسيه تدور فى فلك التصريحات السياسيه  المتلاحقه من كبار المنتجين ( السعوديه و روسيا ) ... لكن الغريب ان التصريحات السياسيه لهما لم تركز على جانب حل تخمة المعروض  بقدر تركيزهما على التزام ايران بأقتراح تثبيت الانتاج ... و هذا المشهد السياسى الثلاثى يلخص مبكرا نتيجة فشل اجتماع الدوحه ..... و لكن هذا لم يحدث ...  و الملاحظه الاهم انه لا هناك رعايه دوليه من الامم المتحده و هيئاتها الاقتصاديه للأجتماع  و لا هناك  خيارات متعدده بجانب اقتراح التثبيت اليتيم ، و لا تصور منطقى لكيفية تثبيت الانتاج و الية مراقبة و التزام الدول المنتجه بذلك ... و لا حتى شكل قانونى يعاقب المخالف للأتفاق حال ظهوره للنور


اما الاسباب الاقتصاديه يختصرها تصريح صندوق النقد الدولى عن خسارة بلدان الشرق الاوسط المصدره للنفط اكثر من 360 مليار دولار فى 2015 ... هذا الرقم ينتقل بأثره على عجز الميزانيات الخليجيه بعجز يقدر بــ13  % فى ميزانيات العام 2016  و عليه تراجع كل التصنيفات الائتمانيه و هذا ما يحدث حاليا ... و هذا عن دول الخليج التى تستطيع تحمل انخفاض  اسعار النفط اكثر ثلاث مرات من روسيا بسبب الفتره الزمنيه لنفاذ الاحتياطى النفطى و كذلك ثبات عملتها امام الدولار الامريكى على عكس تراجع الروبل الروسى المستمر امام  الدولار


فطرح 5  % من ارامكو السعوديه يتزامن مع انشاء صندوق سيادى بقيمة 2 تريليون دولار ، غير ان روسيا على لسان بوتين تبحث عن مستثمر استراتيجى لشراء 19 % من شركة الطاقه الروسيه روسنفت اكبر منتج فى روسيا للنفط ... روسنفت سبق و طلبت ما يقرب من 48 مليار دولار من  الصندوق السيادى الروسى لسداد ديونها ... فالمشهد بين طرح ارامكو و بيع جزئى لروسنفت يؤكد تمسك السعوديه و رورسيا بضخ المزيد النفط و عدم تثبيت الانتاج و ذلك لتعزيز ميزانية المملكه و انقاذ اقتصاد الدب ...


اذن ما سوف يقدمه اجتماع الدوحه هو تأكيد للحقائق السابقه و لكن بصوره ممسرحه تؤكد القاع و تجذب النفط للثلاثينات من جديد متروكا لقوى الطلب و العرض حتى اشعار سياسى اخر