الإنسان أولاً

08/04/2016 1
عبدالله الجعيثن

عاش الهنود الحمر في أميركا الشمالية ألوف السنين ولم يتقدموا مواقيد أنملة رغم أن أراضيهم زاخرة بالموارد الطبيعية من الأنهار الجارية والأمطار الدائمة ومصادر الطاقة من الفحم واندفاع المياه (ناهيك عن النفط المكنوز تحت الأرض) والمناخ مناسب ولكنهم ظلوا على حالتهم البدائية لم ينفعوا أنفسهم حتى ينفعوا البشرية..
    
إذن فإن الإنسان الواعي المنتج هو وسيلة التنمية وغايتها ونكرر ما ذكرناه مراراً من أن اليابان وألمانيا وكوريا الجنوبية تحولت الى أنقاض ورماد جراء الحروب ومع ذلك عادت اقوى واغنى مما كانت بفضل الله، ثم بفضل وعي الإنسان المتعلم احسن التعليم والمنتج.
   
ومع ان بلادنا عممت التعليم بشكل نادر المثيل وانجزت في نصف قرن ما لم تنجزه دول في عدة قرون الا ان بناء الانسان لدينا يواجه عدداً من المعضلات منها كثرة العمالة الوافدة ومعظمها غير ماهرة وبعضهم شهاداتهم مزورة وهذا ما عود الإنسان السعودي على الاتكالية والاعتماد على العمالة الوافدة والرغبة في الوظائف الحكومية ذات الانتاج المنخفض والانضباط غير الجيد مما اوجد بطالة مقنعة واسعة النطاق تضاف للبطالة السافرة بسبب منافسة الوافدين غير العادلة يضاف إلى هذا الداء ان مناهج التعليم لا تؤهل الشباب للعمل الجاد في اي مكان في العالم وهذا من ضرورات العولمة التي اصبحت حقيقية سائدة هنالك ايضا التخلف الاجتماعي الذي يسود عدداً كبيراً لا يحترمون الاعمال اليدوية ولا يحبون الحرف بسبب ان مجتمعنا كان بدوياً في الأصل، والبدو لا يعرفون الحرف لأنهم غير مستقرين مع ان ديننا الحنيف يحترم الحرف اليدوية وان الانبياء والصحابة والعلماء كانوا اهل حرف.

 

نقلا عن الرياض