هللت الأسواق لاتفاق تجميد الانتاج الذي سبقه تلميحاً من وزير الطاقة الاماراتي "سهيل بن محمد المزروعي" الشهر الماضي، وارتفع النفط بنسبة فاقت 40% خلال فترة قصيرة لم تتجاوز عدة أسابيع، وهذا قد يكون جيدا بعد معاناة من حدة الهبوط.
ومع أول اختبار للإتفاق اتضح أن أطرافه الرئيسية والأساسية (التركيز هنا على روسيا والسعودية من قبل المتابعين) لم تلتزم بشكل تام رغم ضآلة الكميات المضافة وهامشيتها خلال انتاج فبراير/شباط بالمقارنة مع يناير/كانون الثاني الذي يعد "نقطة الأساس" في القياس.
وأظهر تقرير "أوبك" الصادر أمس الإثنين نمو إنتاج السعودية بحوالي 14 ألف برميل إلى 10.14 مليون برميل يوميا الشهر الماضي، في حين نمأ انتاج روسيا بمقدار عشرة آلاف برميل عند مستوى قياسي جديد 11.08 مليون برميل (الاشكالية في هذا المستوى القياسي الجديد).
ورغم ضآلة الكميات المضافة بالمقارنة مع حجم الإنتاج وأكرر هامشيتها الشديدة إلا أن البعض تشاءم وأشار إلى أن ذلك كان سببا في هبوط الأسعار رغم تداخل عوامل منطقية في الأمر، منها "الاستراحة الإجبارية" لحركة السعر الملتهبة بعد تواصل الصعود.
مع وجود حواجز كان متوقعا في الأصل الوقوف عندها قبل بلوغها لا سيما 39-40 دولار أمام خام برنت، بجانب ترقب اجتماع البنك الاحتياطي الفيدرالي "المركزي الأمريكي" ونتائجه على الأسواق كلها وليس النفط فقط.
ورغم التوقعات المتواترة بالإبقاء على معدل الفائدة دون تغيير عند مستواها في ديسمبر/كانون الأول إلا أن ارتفاع الدولار خلال الجلستين السابقتين أثر سلبا على تحرك النفط، ومن ثم تراجعت الأسعار بالتزامن مع تقارير عن تأجيل اجتماع أوبك وكبار المنتجين من خارجها (الذي لا أرى فيه سوى روسيا حتى الآن).
وبالإجمال تراجع انتاج أوبك 175 ألف برميل الشهر الماضي بدعم واضح من هبوط ملحوظ في انتاج العراق 263 ألف برميل رغم اضافة ايران 188 ألف برميل إلى 31.32 مليون برميل يوميا.
وعلى الرغم من ايجابية الصورة العامة بتراجع إجمالي انتاج دول المنظمة المصدرة للنفط، إلا أن التركيز انصب على الزيادة الهامشية من السعودية وروسيا، فإعتبرته "سي ان ان" سببا مباشرا لهبوط الأسعار وتفاعلها السلبي.
وأتذكر تصريحا لنائب وزير الطاقة الروسي في النصف الثاني فبراير/شباط نوه فيه إلى نمو محتمل للإنتاج الروسي على أساس سنوي تحت مظلة اتفاق التجميد، وذلك لوجود نمو يومي منذ منتصف يناير/كانون الثاني بنسب تتراوح بين 1.7% إلى 1.9%، وهذا يعني اضافة ما يناهز 200 ألف برميل وليس عشرة آلاف، وهو لم واعتقد لن يحدث.
ويمكن القياس على ذلك بالقول ان قطر وهي الطرف المنسق والحاضن لإتفاق "التجميد" رفعت الانتاج ولم تلتزم وأضافت ثلاثة آلف برميل، وكذلك فنزويلا أضافت ألفي برميل، وفي النهاية كم ستكون تلك النسبة بالنسبة لإجمالي حجم الإنتاج؟؟ لا شيء.
الأمر هنا لا يدخل في نطاق الدفاع أو الهجوم عن أو على أحد، لكن التعامل بمنطق التربص ونظرية المؤامرة التي كثيرا ما أتابعها في التقارير الغربية "تجعل الحليم حيرانا"، حيث يطالب بعض من نكن له احتراما وتقديرا عدم الزج بتلك الفرضية في أدبيات الحوار أو النقاش.
أليس الأولى أن يطالبوا هم -الغرب- بها أولا؟؟ وأتذكر هنا أنني ناقشت عبارة من تقرير لمحررة في مجلة "فوربس" قالت ان السعودية "سحقت المنافسة" مع النفط الصخري بضخ المزيد من النفط، مع الدكتور الفاضل أنور أبو العلا كونه لا يفضل كلمة "تسييس الأمر" فقال لي: هذا سوء علم.
معظم التقارير السابقة عن الهبوط دائما تذكر أن السعودية تسعى لإخراج منتجو النفط الصخري من السوق، وهي "نكتة" سخيفة كما ذكرت في مقال سابق، لأنهم أول من يضحك عليها، فلن يخرج أحد من السوق (لكن هذا لا يعني لصق كل شيء بنظرية المؤامرة التي تستهوى عواطف ومشاعر البعض).
وان كان "سوء العلم" يرتبط بشخص أو اثنين فمن السهل تقويمه، لكن عندما تراه متفشيا ومنتشرا فإنه يكون "سوء نية".
هو سوء نية فعلا .....
نحتاج أستاذ خالد الى اجراء مقارنة بين الزيادة في الكميات مع نسب الطلب العالمي لنستطيع الحكم بشكل افضل .... فقد يتنامى العرض ولكن بشكل اقل بكثير عن تنامي الطلب وهو بشكل ما يستجيب مع نظرية التجميد وكذلك هناك امر اخر ... لما لايربط بسعر الدولار نفسه للمقارنة بين سعر البرميل في فترة زمنية معينه بسعره اليوم بنفس سعر صرف الدولار في تلك الفترة لتكون الصورة أوضح مجرد وجهة نظر
شكرا أستاذ ناصر ..لكن أولا الزيادة هامشية جدا بالنسبة للدول الأربعة المشاركة في الاتفاق حوالي 30 ألف برميل، ثانيا هذه بيانات أول شهر بعد الاتفاق ولا تكفي للحكم على مدى تأثيرها على المعروض مع التأكيد على هامشيتها مرة أخرى، وسننتظر المزيد من البيانات مع تطور تحرك العرض والطلب.
اشكر لك ردك وتفاعلك استاذي وسننتظر ونراقب معا لعل القادم افضل ان شاء الله
اشهر الصيف سيقل تصدير السعوديه للنفط الخام نظرا لحاجة بعض من محطات انتاج الكهرباء والكهرباء والماء لوقود خام بسبب زيادة الاحمال الكهربائيه وزيادة استهلاك المياه اثناء فصل الصيف
شيء طبيعي ان تحدث بعض التجاوزات في بداية تطبيق اتفاقية تجميد انتاج النفط و الايجابي ان هناك شبه اجماع على مثل هذا التوجه و سيتم في الانهاية الالتزام به لمصلحة الجميع