السقوط من أعلى السلّم

01/12/2011 14
عبدالله الجعيثن

على مدى عمري رأيت عجائب كثيرة، ولكنني لم أرَ مثلها في السنوات القليلة الأخيرة، فاندلاع نيران الأزمة المالية العالمية منذ ثلاث سنوات جعل بنوكاً عملاقة تفلس وشركات عريقة تغرق ورجال أعمال يملكون المليارات يصبحون مدينين في غمضة عين..

سبحان الله العظيم الدائم على الدوام!

ومن عجائب السنة الأخيرة سقوط رؤساء دول مسنين يحتكرون السلطة والمليارات والقناطير المقنطرة من الذهب والفضة وكأنهم ظنوا أنها ستحميهم من أمر الله أو أنهم خالدون، فاللهم لا شماتة؛ أحدهم يخرج من حفرة، والثاني من ماسورة مجاري، والثالث يُنقل للمحكمة على نقالة.

وبعيداً عن السياسة - مع أن في طمع أولئك الساسة الذين أسقطوا أكبر العبر والدروس الاقتصادية - إلا أننا نريد الآن الحديث عن السقوط من أعلى السلم حين يكون الرجل مليونيراً أو مليارديراً ثم يصبح مديناً فجأة فلا أمرّ من الفقر بعد الغنى والمثل يقول: (ارحموا عزيز قول ذل)، والعرب تقول (أمرّ الأشياء حاجة الكريم إلى اللئيم) وقد شهدت - خلال الثلاثين سنة الماضية - من أفلسوا بسبب الأسهم بل وبسبب العقار أيضاً ولكنهم ليسوا بحجم ولا عدد من أفلسوا في الثلاث سنوات الأخيرة حيث أفلس - على مستوى العالم - خلق منهم من كان يملك المليارات ومن يملك الملايين، والثروة كالصحة لا يحس صاحبها بقيمتها حتى يفقدها، بمعنى أن صاحب المليون قد يستقله جداً ويستدين ليدبله مراراً فإن أفلس أحس بقيمة المليون الذي فقده إحساساً قوياً لا ريب فيه، كما يحس العليل بحلاوة الصحة التي لم يكن يشعر بها حين كان يرفل فيها..

وتأملت في القاسم المشترك الأعظم الذي أسقط رؤساء وأثرياء من أعلى السلم فوجدته (الطمع)..