القوي من يعرف نقاط ضعفه

15/09/2011 17
عبدالله الجعيثن

ديننا الإسلامي الحنيف يحض على القوة (إنّ خير من استأجرت القوي الأمين) وفي الحديث الشريف: (المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف وفي كلٍّ خير).. ولكن القوة المحبوبة في ديننا مشروطة بالأمانة والإيمان بحيث لا تكون وبالاً على صاحبها وعلى الناس..

وبالطبع لا توجد قوة مطلقة في الإنسان، فالله عز وجل هو القوي الجبار، الإنسان يظل ضعيفاً وإن كان فيه نقاط قوة كثيرة، بمعنى أنه تظل فيه نقاط ضعف والذكي هو من يعرف تلك النقاط ويجاهد نفسه على تحسينها بمحبة ولكنه يعترف بها ويراعيها (رحم الله امرءاً عرف قدر نفسه)..

هنا نقول إن الضعيف الذي يعرف نقاط ضعفه ويراعيها أكثر وعياً وحكمة من القوي المغرور بقوته، وأوضح مثل على ذلك قيادة السيارة فإن الذي نظره ستة على ستة وقد اغتر بقوة نظره فهو يقود سيارته بسرعة هائلة اعتماداً على نظره القوي، يتعرض للمهالك أكثر بكثير من الذي نظره ضعيف ولكنه يدرك ذلك ويقدره فيقود سيارته بمنتهى الهدوء والانتباه..

هذا المثل ينطبق على الاستثمار والمضاربة في أسواق الأسهم، وعلى كل تجارة تقريباً، فإن الذي تغره قوته المالية وقوة أعصابه وتحمله فيتوسع بشكل كبير ويستدين أموالاً طائلة لتنمية ثروته بسرعة اعتماداً على قوة ضلوعه ومتانة أعصابه وثقته المفرطة بنفسه أكثر عرضة للإفلاس التام والضياع من الذي أعصابه لا تحتمل الديون وقوة تجلده محدودة ولكنه يدرك ذلك ويعمل بموجبه فيلزم جانب الحذر والمحافظة والبعد عن الديون والمغامرات ويستثمر بالتدريج ويحتفظ بخط الرجعة وحدود الأمان باعتدال..

الغرور بالقوة وتجاهل نقاط الضعف مهلكة.