المرأة والأسهم والقلق!

16/06/2011 8
عبدالله الجعيثن

كنّا في مجلس ودار الحديث عن الأسهم فقال رجل وقور: أصعب ما مرّ عليّ في السوق إزعاج زوجتي حين اشترتْ أسهماً بعد مشورتي.. ليتها لم تشتر وليتها حين شرت لم أكن أنا المشير، إعمل خيراً تلقَ شراً، لقد وفّرت من مرتبها كمدرِّسة مبالغ كبيرة، فطلبت مني أن اختار لها أسهماً بدل جلوس الفلوس أو أشتري لها وأبيع مع ضمان رأس المال، فقلت الثانية أنسيها عساي أصالي أسهمي، لكن إن كان ولابد فاشتري في الاسمنت، فإنها تصرف أرباحاً جيدة بانتظام..

فتحت محفظة واشترت ما اشرت حين كانت الأسعار منخفضة، ثم تسمّرت أمام التلفزيون - مذ تخرج - تراقب أسهمها وتدخل عليّ متجهمة تقول: اسمنتات قريح شورك ما فيه خير ما تتحرك!!.. قالت هذا أكثر من مرة، أقلقتني وأزعجتني، قلت: يا بنت الحلال هذي أسهم شركات تصرف.. قاطعتني: ما أبي صرف أبي أسهم ترتفع، أنا أشوف اسهم ترتفع نسبة كل يوم واسمنتات قريح تنقص ربع ريال أو تزيد ربع ريال جابت لي الهم (ونفضت يديها في وجهي) قل: هذي والله النشبة.. ثم سايستها فقلت: يا حبيبتي ذي أسهم دفاعية، فردت بحنق: ما أبغي دفاع أبغى هجوم، ووضعت إصبعيها أمام عينيها وصرختْ: هالحين أشوف أسهم تنسّب فوق وأنا مقابلة اسمنتات ثقيلة الطينة ما كنها في السوق؟!..

ومع أني صبور إلا أن كثرة إلحاحها وإزعاجها ضايقني خاصةً حين دخلت عليّ فاتنة والاسمنتات نازلة وصرخت: أقول الله لا يعيدك أنت وشورك!! قلت: أنتِ قلق وأنا ما أنا ناقصك وش المطلوب؟! قالت: وشو عقبه تسألني عقب ما ورطتني؟! رديت: أقول بيعي أسهمك والخسارة عليّ وريحيني، شبكت يديها: يا سلام انتظار شهرين وتعطيني رأس المال؟! إلاّ أبغى تربحني الدبل وشرهتك عليّ أن شاورتك! قلت: بعد!.. لن أعطيك ولا رأس المال، إن صبرتِ ربحتِ وإلا بيعي واشتري خشاش من ها اللي تشوفينه يرتفع، قالت:الخشاش أبرك من ها الاسمنتات قال دفاع قال!.. وباعتها وشرت خشاش وربحت مرات وصارت مسرورة تضحك علي وعلى شوري حتى جاء أمر لله ومحق أسهمها محقاً فذهب بنصف رأسمالها مع أرباحها وارتفعت الاسمنتات، فجاءتني غضبى واعتبرتني السبب أيضاً، فعوضتها وأمري إلى الله وقلت آخر مرة اسمع منك كلمة أسهم، قالت: تولم أني أطريها مالت عليك عليها!!

ابتسمنا وقلنا: ليس كل النساء هكذا، زوجتك لا تعرف الشركات ولو شرحت لها بالتفصيل كان أحسن فإن الإنسان عدو ما يجهل.. وطالما عوضتها فإنك فعلاً رجل.