«صافولا» و«سابك» و«المجموعة السعودية» فقط!

09/02/2011 6
محمد العمران

في الأسواق المالية المتقدمة (مثل سوق نيويورك للأوراق المالية وسوق ناسداك للأوراق المالية)، تقوم جميع الشركات المدرجة في هذه الأسواق بالإعلان مسبقا، وبشكل محدد، عن توقيت نشر نتائجها المالية الفصلية (باليوم والساعة)، فيما تقوم العديد من هذه الشركات بعقد مؤتمرات صحافية هاتفية للتعليق على نتائجها المالية، ولنشر توقعاتها عن الأداء المستقبلي لكل من الإيرادات والأرباح على المستوى السنوي، وأحيانا على المستوى الفصلي، حيث يتاح لأي شخص كان الاستماع إلى هذه المؤتمرات الهاتفية من خلال الإنترنت بسهولة مطلقة.

بالنظر إلى السوق المالية السعودية، فمع الأسف الشديد لا توجد شركة واحدة تعلن بشكل محدد موعد نشر نتائجها المالية الفصلية (ولو باليوم)، حيث إن ما يهم جميع الشركات المدرجة هو أن يتم نشر النتائج المالية الفصلية قبل نهاية المهلة المحددة من قبل هيئة السوق المالية، دون النظر لأي اعتبارات أخرى، إلا أن الإيجابي هنا هو وجود عدد قليل جدا من الشركات تقوم بعقد مؤتمرات صحافية للتعليق على نتائجها المالية (كما هو الحال مع شركتي صافولا وسابك)، ولنشر توقعاتها عن الأداء المستقبلي (كما هو الحال مع شركة صافولا فقط لا غير) والإعلان عن أرباحها بشكل منتظم شهريا (كما هو الحال مع المجموعة السعودية فقط لا غير)!!

يجب الإشارة هنا إلى أنه قبل عدة أعوام، حاولت بعض الشركات القيادية (نذكر منها مصرف الراجحي وشركة المملكة القابضة على سبيل المثال) نشر توقعاتها عن أدائها المستقبلي؛ في محاولة منها للارتقاء بمستوى الشفافية والإفصاح، إلا أن هذه المحاولات باءت بالفشل بعد فترة قصيرة من تطبيقها، ولا أدري حقيقة لماذا توقفت عن ذلك؟ ولماذا لا تعيد المحاولة مرة أخرى؟ في وقت لا تزال شركات أخرى تتجاهل فكرة التطوير من الأساس ولا تزال تفضّل التعليق على نتائجها المالية بطريقة مقتضبة وفي اتجاه واحد من خلال بيانات صحفية روتينية ومملة.

في الختام، أعلم تمام العلم أن نظام هيئة السوق المالية ولوائحها التنفيذية لا تلزم الشركات المدرجة بتحديد مواعيد نشر النتائج المالية باليوم والساعة، ولا بعقد مؤتمرات صحافية للتعليق على نتائجها ونشر توقعاتها عن الأداء المستقبلي، لكن يتوجب عليّ أن أتقدم بالشكر والتقدير لكل شركة تقوم بمثل هذه الخطوات التطويرية وبمبادرات ذاتية منها، وهذا إن دل على شيء فهو يدل على احترام هذه الشركات لمساهميها وللوسط المالي والاستثماري في المملكة في وقت أصبحنا نفتقد فيه مثل هذه المبادرات الجميلة، وفي وقت لا نسمع فيه إلا الأعذار والحجج غير المقنعة.